نصيحة لا تود سماعها


نصيحة لا تود سماعها

تحدث مسبقاً عن الصمت هنا:


فكما سمعت أن كل شيء يتكلم ومن هنا فإن عقلك كثير الكلام يجعلك تثرثر كثيراً في أمور كثيرة ليست لها معنى واضح وفي بعض الأحيان تصل إلى نقطة الدخول في مواضيع ونقاشات خاطئة.

تلك النقطة عندما تدخل فيها وأنت غير مسيطر على عقلك وبعدها لسانك ستستمر في التحدث بينما تشعر بداخلك أنك تريد أن تتوقف وأن ذلك الموضوع ينبغي أن تتجنبه أو تختار شخصاً آخر لتتحدث معه عن هذا الموضوع.

تريد السكوت كثيراً ولكن ليس هناك ترابط قوي بين عقلك ولسانك. ومن أجل ذلك سأخبرك بنصيحة قد تكون صعبة بعض الشيء على البعض منكم. خاصة لو كان ذلك الموضوع الأول لك الذي تقرأه هنا في الثور الهائج.

غير أن تلك النصيحة تعلمتها وطبقتها على أرض الواقع وحصلت على التحكم و الترابط القوي بين العقل واللسان. النصيحة هي:

 الصوم عن الكلام.

فكلمة الصوم في جميع الثقافات والديانات تعني الإمساك عن شيء ما ودائماً يكون الغرض من ذلك الإمساك هو التحكم في الأفعال التي تمسك عنها ولا تقوم تلك الأفعال بالتحكم بك. وأن تقوم بتلك الأفعال بطريقة حكيمة ووعي وتركيز يجعلك تقدر ما يمكنك القيام به.

كيف تقوم بالصوم عن الكلام؟

1- عدم التحدث مع البشر.

لا تتحدث مع أحد أبداً في أي مواضيع كبيرة كانت أم صغيرة في فترة الصيام تلك. ويمكنك هنا الاختيار ما بين إخبار من هم حولك دائماً بأنك ستصوم في اليوم المقبل ليعرفوا ولا يتضايقوا من ما تفعل.

يمكنك التحدث عند الضرورة القصوى وإكمال صيامك عن الكلام.

2- التأمل والتفكر كثيراً أثناء فترة الصيام.

يمكنك ذكر الله والتأمل والتفكر بشكل كبير أثناء فترة الصيام لأنك ستجد نفسك لديك تلك القدرة بسهولة دون الشعور بالضغط.

3- يمكنك اختيار عدد الأيام التي تود صيامها

لديك الحرية لاختيار عدد الأيام من كل الشهر الذي تمارس فيه تلك العادة لتقوية التركيز والتحكم بشكل أفضل بالكلمات التي تخرج منك.


ماذا سيحدث لك أثناء الصيام عن الكلام؟

ستشعر بالضيق في البداية لأنك تمسك لسانك عن الكلام كأنك تمسك دباً عن التحرك ولذلك ستشعر بالضيق ولكن بمجرد التخلص من ذلك الشعور أي أن لسانك بدأ يفهمك ويطيعك تبدأ بعدها في الحصول على النتائج.

الجميل في الأمر أنك لتحصل على تلك المهارة لن تأخذ الكثير من الوقت أو الجهد تحتاج فقط للاستمرار في الصيام عن الكلام لمدة يوم في كل اسبوع أو كما تراه مناسباً لك.

النتيجة:

بعد قيامك للصيام عن الكلام ستشعر براحة كبيرة عندما تلاحظ أنك في مواقف عديدة لم تخرج فيها الكلمات منك وتفسد كل شيء. ستجد أنك تختار المواضيع التي تتحدث فيها والمواضيع التي تتجنبها هل تعلم ماذا يعني هذا؟

إذا كانت المواضيع التي تدور حولك تفسد من الأخلاق كمواضيع الغيبة والنميمة، المواضيع الجنسية أو مواضيع اليأس والحزن وما إلى ذلك من مواضيع، ستجد نفسك تصمت وتبتعد وعندما تفعل ذلك تقوم بتقوية عقلك وقلبك على عدم طبع تلك الصفات فيه. بطريقة أسهل يعني عدم دخول تلك الأفكار والخواطر بداخلك وتدميرك من الداخل.

فالمواضيع مهما كانت سلبية أو إيجابية تقوم بترك بعض الآثار بداخلك بعد انتهائها وتلك الآثار تقوم بالتغذي والنمو بداخلك وبعدها تقوم بإنشاء ردود أفعال لذلك الفساد الذي بداخلك دون أن تشعر، لذلك يقال دائماً أن لا تجلس في مجالس السوء لأنها ستؤثر فيك حتى وإن كنت لا توافق على ما يقال.

قم بالصيام عن الكلام كلما شعرت أن نطقك يدخلك في الكثير من المشكلات ويشعرك بالكثير من الضيق بعد المحادثات لأنك لا تختار الكلمات المناسبة وأن الكلام القوي مازال بداخلك.

لأنك حين تتقن الصمت تتقن التحدث!
لا يخرج منك الكلام دون إذنك بل لديك الوقت للتفكر قبل رمي الكلام دون مسؤولية. هذا تتعلمه من الصيام عن الكلام..


"كان بعض أصحابنا يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة" ــ الفضيل ابن عياض (من الصالحين)


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-