أن تكون خجلاً و الحياة

أن تكون خجلاً و الحياة


كنت خجولاً فهذا من طبعي قديماً، لن أقول لك كم عانيت من تلك المشكلة لكن يكفي أن تخمن في  تلك المعادلة: خجل + عمل (في عدة مجالات خصوصاً التسويق) = !!

حيث في العمل يجب أن تكون وجيهاً أكثر، من كل الجوانب وما أقصده هنا جانب زملاء العمل و جانب العملاء، نعم الإثنين معاً وإليك كيف يؤثر الخجل في تلك الجوانب.

بالنسبة لجانب العملاء كلما كثر خجلك يعني قل ربحك والعائد بسبب أن الخجل يغلق الكثير من التعابير والتعاملات التي لو ظهرت لزاد تعاملك مع العملاء وزادت ثقتهم ومحبتهم فيك.

أما بالنسبة لزملائك في العمل فسيعتاد الكثير بالاتكاء عليك حتى الضعيف منهم، ستجد وستستغرب للعديد منهم الذي يطلب منك ويجعلك في بعض المواقف المقرفة الكثير من ذلك. ولعلك لاحظت ذلك في مواقف كثيرة.

أثناء الخجل تكون منكمشاً على نفسك، لديكك الكثير لتعبر عنه وتظهره لكنك تفضل كتمانه. تشعر براحة كاذبة مؤقتة و بعد مرور بعض المواقف تشعر بالضيق. تفكر دائماً فيما لو كنت فعلت كذا وكذا ليس لأنك لم ترد، و لكن تلقائية الخجل أمسكتك عن فعل ما تريد.

ولدت خجولاً، وذقت من ذلك كثيراً. ثم أتى ذلك الوقت الذي قررت فيه تغيير ذلك الطبع، سئمت منه. عندها بدأ تغيير كبير ولعل عبارة "تفتحت أفق عظيمة" تشير إلى المعنى المراد.


و عند اتخاذ قرارك بالتغير، أن تكون أكثر جرأة، ترى الكثير من ما كانت أعينك مغمضة عنه خصوصاً في بداية تجرؤك. تكون سعيداً جداً حين ينتهي موقفاً ما ولم تخجل فيه بالتعبير عن ما تريد، فلقد كنت حياً مثلما يقال.

أن تكون خجولاً يعني أن يجبرك على السير من هو ضعيف، ولعلك لاحظت ذلك ومن هنا وجب الوقوف مع النفس .. الآن!


فحل الخجل يكمن في شيئين:

1- بداية شعورك بالاختناق من ما يحمله الخجل في طياته.
2- أنك قرأت هذا الموضوع ولاحظت وجود شئ كهذا لديك.

ومن هنا إن أردت الصراحة، فلا يوجد طريقة أو طرق لحل مشكلة الخجل إلا بك أنت. أنت الحل الوحيد للخجل.


يبدأ الحل عندما تبدأ بالشعور بأنك بدأت تختنق أو بدأ ثعبان الخجل يتسلق إليك، ابدأ بفعل عكس ما يهمس به في أذنك. 

ستشعر بلذة في أول لحظاتك كأنك تحررت من سجن ما و من هنا تكون قد تخلصت من الخجل.

ذلك هو الحل، لكن لتعلم أن الخجل والحياء نعمة عظيمة لكن بالحد المناسب في الأوقات المناسبة. أنت لا تريد مثلاً أن تكون مخطئاً في وقت وترد من أخطأت بحقه بكل وقاحة لأنك لست خجلاً، بل تخجل و تطأطئ رأسك حتى يرضى عنك ويسامحك من أخطأت في حقه.

فكثيراً ما أسمع من المخطئين في أيامنا هذه من يبرر الخطأ أو يقول "لقد اعتذرت و مع ذلك يصرّ ..". يجب أن تعلم شئ هنا وأن تتيقن به كلياً

أولاً أنك أخطأت، ثانياً أنه من أخطأت في حقه هو من سيعفو عنك وليس أنت. ولتعلم أن ذلك الأمر صعب وقليل من العظماء الذين يفعلونه.


لكن ماذا؟ أنت هنا إذاً أنت عظيم لأنك تريد المزيد و تعلم أنك ثور هائج وهنا لا يتقابل إلا الرجال العظماء فتصرف كواحد منهم.

و تذكر دائماً أنك ذو شأن ووقوعك في الخطأ لا يقلل من شأنك بل استمرارك في التكبر و عدم تحمل مسؤولية خطأك هي من تفعل ..
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-