كيف تتخلص من كلمة "شخص عادي" لتكون "شخص غير عادي"


هكذا هو الفرق بين الشخص العادي والشخص الغير عادي.. لم تعرف الفرق بعد؟ أكمل القراءة وستجد الفرق يقفز أمامك..

لو تكلمت عن الشخص الغير العادي وحاولت وصفه ستسقط مني بسبب تعقيدات هذا الشخص، بل إن كل شخصية غير عادية تختلف عن الأخرى بعكس الأشخاص العاديين فإنهم متشابهون لذلك دعني آخذ نظرك إلى الشخص العادي أولاً.

الشخص العادي هو كل شخص حولك الآن في هذه اللحظة التي تقرأ فيها، يجلس بجانبك، يتكلم مع أصدقائه، يلعب ألعاب الفيديو بينما أنت تقرأ هنا.

يمكن للشخص العادي أن يكون غنياً أو فقيراً فهو يأخذ صورة المجتمع الذي يعيش بينه وبما أن أكثر المجتمعات تتكون من الكثير من " الشخص العادي" فكذلك يصبح الشخص الذي يعيش بينهم.

نستخلص من هنا أن الكثير ينتمي لدائرة "الشخص العادي" كلنا نأكل ونشرب ونعيش أيامنا بطريقتنا المعتادة فكل شخص له وظيفة أو دراسة ما أو مكان ينام فيه.

عقلية الشخص العادي تحاكي مواقف اليوم وتقوم بإنشاء ردود أفعال تدفع صاحبها للانتصار في معركة كلامية مع الأشخاص من حوله وتحب الأكل كثيراً، وتحب الحياة المريحة والوصول للنتائج الكبيرة بسهولة دون التفكير في الأمر كثيراً.


بالمعنى الواضح تحب النتائج التي يحصل عليها الشخص الغير العادي الظاهرة دون الخوض في تفاصيل "كيف وصل لذلك؟"


فالشخص العادي قد يذهب لصالة الجيم يومياً ويقوم بشراء علب المكملات التي تساوي آلاف الدولارات وفي النهاية تجد جسمه "عادياً" ليس هناك الكثير من التغيرات. قد تجد الشخص العادي يحب المال الكثير ويحب شراء الأشياء باهظة الثمن لكنه لا يتعب للحصول على ذلك وإنما يكتفي بالتفكير أو أخذ بعض النقود من والده الغني.

يمكنك أن ترى من ذلك الكلام البسيط عن الشخص "العادي" أنه يعبر عن الكثير، الكثير جداً من الناس حولك الذين ينتمون لذلك الشخص.

بينما الشخص الغير عادي لا يمكنك الحصول عليه، قد تراه عدد مرات رؤيتك للقمر ليلاً. فالقمر يكون موجوداً كل ليلة لكن لا يوجد من ينظر له كثيراً 


تراه يقول لك:"أنت تعرف أين تجدني"

لا يوجد من ينظر له كثيراً لأن الحياة مليئة بالمناظر الأخرى التي تهم الشخص العادي. فذلك الشخص لا ينظر إلا لمظهره الخارجي لأن الناس ينظرون لنفس المكان! فهو يحاول تحسين وتجميل المنظر الخارجي له لكنه يهمل المظهر الداخلي ويظن أنه بذلك شخص غير عادي بينما لا يوجد شخص عادي مثله!

قليل هم من ينظرون إلى الداخل لمعرفة الشخص غير العادي، هل وجدت الفرق الآن؟ إن وجدته لا تكمل القراءة واذهب لاستكشاف ما رأيت إشارة له. إن كنت مازلت لا تعرف فتابع القراءة..

ارجع معي بالزمن قليل لتبحث عن الآتي: "هل تتذكر تلك اللحظة التي أتتك وأنت نائم أو في حفلة صاخبة أو في أي مكان ظننته غريباً وفكرت في من تكون أنت؟ ما هي فائدتك؟ أو من أنا؟ أو أنا لا أنتمي هنا.."

هل أتتك تلك اللحظة التي أحسست أن هناك شيئاً آخر يحدثك من الداخل كأنه يشتكي أو ما شابه؟! تلك اللحظة يا صديقي هي من بنى عليها العظماء حياتهم. تلك اللحظة أحب أن أسميها "شكوة القلب" ولأن لكل اسم معنى سأخبرك حقيقة هذا الاسم.

شكوة القلب هو لحظة من حياتك تشعر فيها وكأن قلبك يصرخ طوال الوقت وأنت لا تستمع حتى تأتي لحظات يصمت جميع ما في داخلك فتسمع بعض كلمات قلبك وما أن يبدأ كل شيء آخر بالتكلم تنسى تلك اللحظة وتكمل ما كنت تفعل.

من وقت لآخر ستستمع لهذا الصوت الذي يناديك ليوقظك من ما أنت فيه فمنا من يستمع ويبدأ بالهدوء والإنصات ومنا من تأخذه الأمور التافهة عن الاستماع أو الذهاب وراء ذلك الصوت.

فأنت شخص عادي ما الذي تريد أن تفعله؟ قم بالنجاح في دراستك واخرج لتتسكع مع أصدقائك أو تعال لندخن بعض الحشيش وكل شيء سيكون على ما يرام.

قد يفعل الشخص غير العادي ذلك كله لكنه لا يفعل ذلك من أجل حياة مستقبلية عادية أو من أجل أن الجميع يفعل ذلك.. بل يفعل ذلك لأسباب معقدة تخصه، هو فقط من يعرفها ولا يمكن لأحد معرفة لماذا يفعل ذلك.

إن الأمر ليس بذلك الصعوبة فالشخص غير العادي حين يصل لترك المرحلة يتجه نظره إلى أشياء غريبة في نظر الشخص العادي. الشخص العادي يعتاد أن ينظر إلى أشياء معروفة ينظر لها جميع الأشخاص العاديين وحين يبصرون شخصاً غير عادياً ينظر لأشياء أخرى ينظرون له باستغراب لنظراته تلك.

أتمنى بعد معرفتك بالفرق الآن أن تريني خطوتك التالية وأن لا تكون تلك كباقي اللحظات التي يخبرك أحدهم شيئاً يريد به الأفضل لك وتقابله بابتسام أو صمت وترحل دون النهوض والاستيقاظ من النوم.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-