لا يخبرك أحد ما عليك فعله!


لا يخبرك أحد ما عليك فعله!

في هذا العالم وفي هذا الوقت تحديداً (لا أعلم بالأوقات السابقة) يوجد العديد من الضجة والثرثرة التي ليس لها معنى. يمكنك التحدث مع أحدهم بشأن أي شيء وسيرد عليك بالمقابل في كل شيء.

الجميع يريد أن يضع لمسته في كافة المواضيع، حتى وإن كانوا لا يفقهون شيئاً في مسألة من المسائل فكلما جلست في إحدى الجلسات أرى الجميع يتحدث بما لا يعلم بل يصل ببعضهم الحال إلى التحدث وكأنه لا يوجد شخصاً آخر غيره يعرف.

ويمكنك القول إن الأكثرية تكره الأخطاء وتكره الاعتراف بها، فمن الصعب جداً إخبارك مثلاً أنه أخطأ عندما قال لك كذا أو أن المعلومة الصحيحة هي كذا أو أنني أجهل ذلك وتكلمت بغير حكمة.

قليل جداً من يفعل ولذلك أفترض دائماً أن ذلك الصنف غير موجود ولتعلم أنه دائماً حين أجد تلك الأقلية من العظماء يكون الوقت بين الذي وجدته والآخر كبير جداً.

لا تقم بما يمليه عليك أحد!

في معظم الأمور الحياتية التي تواجهها والمسائل الكبيرة التي تخطر في بالك، قد تحاول أخذ أراء الأشخاص من حولك. فمثلاً ماذا أفعل إذا أردت أن أقترب من فتاة؟ أو ماذا تفعل لو كنت مكاني وعاملتك والدتك مثلما تعاملني؟

هذه الأنواع من الأسئلة التي تشعر فيها أنك بحاجة ملحة للحصول على ردة الفعل الجيدة وفقط الجيدة لتحصل على النتيجة التي ترغب بها.

فتبدأ بالتخبط يميناً ويساراً، تشعر بالتوتر والحاجة إلى إجابات من أي شخص تقابله. وفي المقابل سيكون هناك الكثير من الأشخاص السعداء الذين سيساعدونك لتصل إلى ما تريده، عليك فقط أن تتبع الإرشادات فهؤلاء الأشخاص لا يخطئون ولديهم العديد من السجلات التي قد تجعلهم على ثقة مما سيقولون به.

عزيزي/عزيزتي، لا تسير الأمور هكذا!!
لكل شخص حالته التي لا يستطيع أحد التعايش معها غير ذلك الشخص. وما أريده منك هنا:

أن لا تتخذ طريقة شخص آخر للوصول إلى ما تريده.

الموقف أو المسألة التي تواجهها برأيك لمن وُضعت؟ أنا واثق أن ذلك الشيء لم يُوضع بمحض الصدفة أو من أجل شخص آخر لحل اللوغاريثمات غيرك!

لا تكن أنت حين تجعل شخصاً آخر يقف مكانك ويجيب الأسئلة نيابة عنك أو يخبرك بالخطوة التالية مثل. وكأنك تختبئ وراء من يجيب عنك وحينها لا تتعلم شيئاً لا تحصل على شيء فكل تلك المسائل التي مررت بها قد حلها شخص آخر بالنيابة عنك.

رأيت الطفل الذي يمسك الأب رجله ليقوم بالخطوة التالية بالمثل يحصل هنا لكن على شخص راشد.

النتيجة = صفر!

لم تتعلم شيئاً، لم تخطئ، لم تصب! ظللت مكانك وأخذ خطأك وصوابك شخصاً آخر. أخذ الدرس شخصاً آخر غيرك. شخصاً أفضل منك، أقوى منك كما تؤمن أنت.

بينما يجب أن تعلم أنك الكبير وأنك الأفضل والأمثل لحل مشاكلك دون الحاجة لأحد. حتى تحصل على أنت بشكل أفضل وتتعلم ويسألك من حولك، لتصبح حكيماً لديه الخبرات الكافية لعيش حياة أفضل.

هل هذا يعني أنني لا آخذ رأي أشخاص آخرين؟

بلا، هناك بعض المسائل التي قد تحتاج فيها شخصاً لتأخذ منه إجابة محددة وواضحة. هناك أشخاص كما ذكرت في بداية الموضوع تأخذ منهم الحكمة ليس من أجل أنهم خاضوا تجارب كثيرة، أو لديهم تجربة في نفس المسألة التي تعاني منها الآن.

بل من أجل أنك تؤمن بحكمة هؤلاء الأشخاص. لديهم صفات تجعلك مدركاً بأنك اخترت الشخص الصحيح لأن تأخذ حكمته في بعض الأمور.

صفات الأشخاص الذين قد تحتاج كلماتهم في بعض المسائل:

  1. لا يتحدث كثيراً ولا يثرثر دون معنى ولا تخرج منه الحروف والكلمات من أجل شيء تصيبه.
  2. لديهم جانب روحاني قوي، أي أنه لا يعتني بغذاء الجسم فقط مهملاً الروح، فوجود الروح يعني الحكمة والإجابة الشافية.
  3. لا يعني العمر شيئاً فالشخص الحكيم قد يكون طفلاً في السابعة من عمره!
  4. لا يجذب نظرك إليه بل يرشدك للصواب دون أن يجعلك تنتبه له أو يشعرك بأنه شيء كبير.

البعض منكم سيجد أنه ليس هناك شخصاً تجتمع فيه تلك الصفات ولا ألومك لأنني ذكرت مسبقاً أن هؤلاء الأشخاص لا تجدهم دائماً.

ومن الأفضل أن تتجنب القيام بما يمليه عليك أحد حتى تجد ذلك الشخص. لا أخبرك هنا أن تبحث عن ذلك الشخص حتى يمكنك إكمال حياتك دون الاعتماد على أحد من أجل شيء من هذا القبيل.

ففي النهاية من يريد أن يترك نفسه ويقوم بالتفكير كما تفكر أنت. بالكاد يعرفون أنفسهم حتى يعرفوك ويخبروك بما هو جيد لك.

من أجلك أنت ثق بمن تكون وثق بالله الواحد وسر في طريقك كما يخبرك قلبك. عليك فقط في البداية أن تعرف نفسك جيداً وذلك الأمر يستغرق وقتاً طويلاً حتى تضع خطوتك الأولى. قد يستغرق الأمر سنة أو 2 أو أكثر وعندما تعرفها يمكنك إخبار الجميع بمن يكونون.

فمن يعرف نفسه يعرف الأشخاص من حوله أكثر منهم! يعرف كيف تسير الأمور..

قال رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- : " إن أحدكم مرآة أخيه.." 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-