لست غريباً وإنما لست متشابهاً مع الجميع!


لست غريباً وإنما لست متشابهاً مع الجميع!

لست وحدك حين يخبرك أحدهم أو جميعهم بأنك غريب، أو طريقتك غريبة في التحدث، أو أخذ القرارات أو الشروع في عمل ما.

"لماذا يخبرني الجميع بأنني غريب في وسط الحديث، هل أنا غريب حقاً لتلك الدرجة؟"

فحين يخبرك شخص بشيء ما فيك قد لا تستمع إليه فتلك كلمة من بحر الكلمات التي تستمع إليها يومياً أو كلمة من بحر الكلمات التي يقولها ذلك الشخص فقد لا تعني شيئاً غير ملء بعض فراغات الحديث.

لكن يصبح الأمر ملفتاً للنظر حين يشترك الجميع في إخبارك بشيء ما. لأن ما يحصل هنا هو أن ذلك الشيء يظهر للجميع فيك.

وهذا يعني أن تفكر مرة أخرى في نفي ذلك الشيء عن نفسك. حسناً، كانت تلك الجملة عن مان يخبرك به الأشخاص لكن حين أتكلم عن "أنت غريب" يختلف الأمر هنا بعض الشيء.

هناك عدة أشكال يراها الأشخاص من حولك حين يقال لك "أنت غريب"، فقد يخبرك بعضهم أنك غريب حين تقوم مثلاً بارتداء الملابس العربية القديمة، أو حين تختار ألوان أثاثك، أو مثلاً حين ترتدي ملابس عليها بعض الجماجم والوحوش.. فكل تلك الأشياء وأكثر ينظر إليك من حولك فيها على أنك غريب.

الناس تحب التصنيف وتحب إبداء الآراء في كل شيء يخصك أنت، حتى لو لم يعرفوا عن أسباب ذلك العمل أو أصل العمل أو نيتك. فكل تلك أشياء في علم الغيب ولكن الناس تحب الأحاديث وتحب الظهور.

أنك غريب يعني أنك مختلف ولكن الاختلاف قد يكون جيداً وقد يكون سيئاً، كيف تحدد؟ 
يقع الكثير في إجابة خاطئة لذلك السؤال حيث ينظر حوله فيجد الإجابة في الناس. ليكون جيداً يحتاج لأن يصبح مثلهم وقلت دائماً أن الناس لا تكترث بالصحيح دائماً بل بما اجتمعوا عليه.

أنك غريب لا تعني دائماً أنك سيء بل تعني أنك لست مثل البقية لديك شخصيتك البارزة الواضحة سواءً كنت على خطأ أو على صواب.

لكن "خالف تعرف" ليس اختلافاً.

ذكرت أن "أنت غريب" تعني أنك مختلفاً بشكل ما عن التشابه الذي حولك، لكن أن تخالف لتعرف فذلك ليس اختلافاً لسبب بسيط فكل الناس تحب الظهور وتحب أن تعرف بصوتها العالي ولذلك تصبح مثلهم.

السبب الثاني هو لأنك حين تكون غريباً تكون غريباً بشخصيتك أنت، يخرج ما بداخلك وتظهر قراراتك وآراؤك بوضوح. فأقول أنك أصبحت أنت ويقول من حولك أنك أصبحت غريباً. لأن الناس لا ترتاح بوجود الغريب بينهم كثيراً.


كن غريباً بك أنت ولا تكترث لما يقوله الناس عنك طالما أمامك شيئان: 
١- أنك تريد معرفة المزيد عنك.
٢- أنك تفعل الصواب.

ولكن لا بأس من الاستماع إلى الناس من وقت لآخر خاصة إذا:

١- تردد الكلام عنك بنفس المعنى.
٢- يقول الكلام شخص أنت تعلم أنه حكيم لا يثرثر كثيراً.


رأيت؟ فالكثير منا يخاف أن يقوم بشيء يريده لكي لا ينظر من حوله له على أنه غريب وبذلك يكتم الكثير من الأشياء بداخله ويخفيها. لا يمكن أن يقوم الإنسان بإخفاء بعض الجوانب من شخصيته بل يمكنه أن يخرج شخصية مشوهة ذلك فقط الذي يستطيع فعله بسبب نظرات الناس إليه.

أن تكون غريباً ليس بالأمر السهل كما تلاحظ فلو حاولت أن تكون غريباً في لحظة من اللحظات هناك من سيخبرك ويجعلك تتراجع سواءً كان شخصاً تعرفه أو لا تعرفه أو حتى فكرة "يا غبي شكلك غريب تراجع فوراً".

لأنك اعتدت على تقييم أحوالك من خلال الناس أو من خلال الأفكار السلبية النفسية التي تريدك متشابهاً مع كل من حولك في المكان المريح دائماً (The Comfort Zone).

نستخلص من كل ذلك أنك حين تصبح غريباً تكون غريباً في عيون الناس، وتكون حقيقياً في عينيك. كن غريباً واختلف وأخرج ما بداخلك سيئاً كان أو جيداً، هذّب وامحُ السيء وابق الجيد وأظهره وكن أنت.

نعم كلنا لدينا الأفكار السيئة والجيدة معاً، فجميع الناس مزيج من الجيد والسيء، لكن الذكي من يخرج الجيد ويقضي على السيء. مزيج من الحرب بداخلك لن تستمع لها ولن تنهض وترتفع حتى ترى كل ذلك وتخرجه لكي تعرف.

أفضّل حين تكون غريباً وجيداً وظاهراً ذو شخصية قوية على أن تكون باهتاً متشابهاً مطموساً بين من حولك.

كن غريباً ولا تكترث، استمتع بيومك..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-