لماذا تحتاج "الوحدة" في حياتك؟ 5 أمور تحدث عندما تكون وحيداً

لماذا تحتاج "الوحدة" في حياتك؟ 5 أمور تحدث عندما تكون وحيداً

الوحدة هي أهم ما يجب أن تقدره في حياتك.

نحن نعيش في عالم الآن من الصعب أن تكون فيه وحيداً، لديك الرفقة في كل وقت، في كل مكان.

العمل، الدراسة، المنزل، القهوة، في غرفة النوم والحمام أيضاً (مواقع التواصل الاجتماعي)!

إذا أردت أن تكون وحيداً فإن الناس ستصنفك على أنك وحيد أو لديك مرض الوحدة، أو أنك انطوائي وغريب، أو أنك مكتئب ولا يحبك أحد.

أصبح الإنسان اليوم لا يستطيع العيش بدون الرفقة، حتى أنه يشعر بالغرابة والقلق والخوف إذا أصبح وحيداً.

لكن دعني أخبرك أمراً، تحصل العديد من التغيرات والأمور عندما تكون بعيداً عن الناس أهمها:

1- تطوير الذات والنمو الشخصي

لا يمكنك أن تحصل على تطوير لذاتك أو ذلك النوع من النمو الذي تمتلك فيه الحكمة والمعرفة دون أن تكون بعيداً عن الناس.

إن الإنسان الصوفي إذا أراد أن ينمو روحانياً أو أراد التقرب إلى الله وأن يحدث تطور ليس له مثيل في روحانيته فإنه يتجه للعزلة ربما أياماً، شهوراً وربما أكثر من ذلك.

كالإمام الغزالي الذي اعتزل الناس وكل شيء مدة فخرج في رحلة بلغت 11 سنة ليقوم بكتابة "إحياء علوم الدين"

الكتاب الذي يضع أسس ومبادئ الإنسان المسلم المؤمن المحسن.

ومنهم من يسافر وحيداً دون أي وجهة ليحصل على تلك العزلة التي يحصل منها على كل ما يريد.

أرأيت؟ اعتزال الناس يجعلك تتعرف أكثر على نفسك لتكون قادراً على النمو الروحي والعقلي معاً.

2- المزيد من المساحة للتنفس، المزيد من الوعي

الازدحام الذي تراه كل يوم يبعدك عن أن ترى الكثير من الأشياء التي تتحدث إليك طوال الوقت لتتعرف على شيء جديد.

أسمع الناس في مواقع التواصل وفي بعض الجلسات يتحدثون عن ما يسمى بفتح "العين الثالثة" ولكنهم لا يعلمون أن أعينهم المجردة لم تنفتح أولاً حتى يتحدثون عن العين الثالثة.

أصبح الأمر شائعاً و"موضة جديدة".

الكون يتحدث إليك دائماً، قلبك يتحدث إليك دائماً.. هل تسمع؟

إن كنت لم تسمع فهذا بسبب رمي أذنيك للناس وتعودك على ذلك حتى وصلنا لمرحلة إدمان أصواتهم وبالتالي لن تستطيع الاستماع لشيء آخر وتشعر بأن هناك خطأ عند عدم الاستماع لهم.

لديك العديد من الطاقات، لديك العديد من الأعمال لتقوم بها.. لم تخلق للعبث فقط.

3- تحصل على قوة الشخصية والطاقة للقيام بكل شيء

كنت أذهب لبيت جدتي في بعض الأيام لأجلس معها بضعة أيام بسبب أنني لا أراها كثيراً لانشغالي في عدة أمور.

ولكن بيت جدتي لا يخلو أبداً من أبناء خالاتي الصغار الذين لا يتوقفون عن المشاغبة، الثرثرة..الخ

لم أكن أنتبه لشيء حتى لاحظت بعد تركي لمنزل جدتي كم أشعر بالراحة، الهدوء، التركيز والطاقة للقيام بضعف الأعمال التي أقوم بها.

أشعر بنفسي أكثر وأشعر بقوتي وطاقتي وأنا بعيد عن الناس، وهذا يعطيني تركيزاً وطاقة لإنجاز الكثير والكثير من الأعمال وتحقيق الأهداف.

4- تستطيع الحصول على علاقة صحية، تستطيع أن تحب بصدق

أرى الناس مشوشة من حولي لاختيار الأشخاص المناسبة لهم، من السهل اليوم أن يقول شخص لآخر "أنا أحبك" دون أي مسؤولية تجاه تلك الكلمة.

إن الحب وابتداء العلاقات بين الجنسين ليس أمراً هيناً لأن الأمر ليس لبعض الوقت بل سيدوم طويلاً إن لم تختر بعناية فأنت هالك بلا محالة.

ومن ثم فهناك أمر آخر، وهو أنه يجب أن تختار شخصاً تحبه، لكن دون أن تحب نفسك دون أن تتعرف عليها فأنت لا تعرف شيئاً عن الحب ولا تدركه ولا تعرف معناه..

العزلة والوحدة يجعلانك أكثر صدقاً، أكثر وضوحاً، أكثر حباً لنفسك وهذا يؤدي إلى شيء واحد وهو علاقة حب صحية.

"لكن القلب يميل.."

توقف عن هذا الهراء، أنت لا تعرف قلبك ولا تعرف ما يريد ولم تستمع إليه مطلقاً حتى تشعر بميلانه.

الناس تأكل، تشرب، تشتهي الجنس، تتعاطف مع بعض المواقف وردود الأفعال وهذا لا يعطيك شيئاً لكي تبدأ وتظن أنك تحب أحدهم.

5- زيادة الثقة بالنفس

عندما تعتزل الناس وتكون وحيداً فأنت تبدأ برؤية نفسك.

تبدأ بالتعرف على قوتك وعلى داخلك وتبدأ بالتفاعل والإحساس والتنفس.

تكون أكثر ارتياحاً وتتخلص من التعلق بأحدهم أو عدم رؤية النوايا في المواقف وردود الأفعال من حولك.

وهذا يجعلك واثقاً من نفسك وقدراتك لأنك تعرفت عليهم بالفعل.

الثقة بالنفس تبنى من تعرفك على قدراتك، وذلك النوع من الاستكشاف يحدث وأنت منعزل أو وحيداً.

إذاً، أن تكون وحيداً يجعلك تحصل على المزيد من نفسك وتقوم بتطوير الذات وتنمية شخصيتك وقوتك.

كيف تنعزل وتكون وحيداً؟

ليس هناك طريقة واحدة لذلك، بل هناك العديد من الطرق لتنعزل وتكون وحيداً سأخبرك بعضها:

1- استمتع بيوم عطلتك لوحدك

اذهب لصالة السينما، احصل على غداء أو عشاء في مطعم فاخر تحبه..الخ

قم بما يجعلك سعيداً دون أن يكون معك أحد.

2- اغلق مواقع التواصل الاجتماعي

وهذا من شأنه تقليل التعلق والانغماس بين الناس كثيراً، يكفي أصدقاؤك، حبيبتك، عائلتك في أي مكان كنت.

3- التأمل وقيام الليل

ضع مساحة في يومك تبتعد فيها عن كل شيء، حتى الأضواء الصناعية والأجهزة الإلكترونية لتتنفس وتفتح عقلك وحواسك لاستقبال كل ما هو جيد.

سواء كان ذلك قبل النوم، أو بمجرد استيقاظك.

كما رأيت، فالوحدة أو العزلة يجعلانك شخصاً قوياً وليس مريضاً كما يرى المجتمع المريض الشخص الوحيد.

تجد نفسك الضائعة وأنت وحيد وهذا يعني الكثير (ربما تعرف قيمة ذلك عندما يحدث)..

هل لديك ما تقوله في موضوع الوحدة أو العزلة؟ أخبرني به في التعليقات..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-