متى تبكي؟ متى تضحك؟

متى تبكي؟ متى تضحك؟

"الرجل لا يبكي"

كثيراً ما أستمع لتلك العبارة حين تأتي لحظة شعور أحد الرجال بالحزن الشديد على شيء ما. ليس هناك حدود للأشياء التي تحزن الشخص لديك الفقدان والألم من أكثر تلك الحالات التي تؤدي لوصولك لدرجة البكاء.

لكن، هل من الجيد البكاء؟

أنا خالد أؤمن جيداً بالتعبير عن ما يدور في داخلك بكامل طاقتك وقوتك، خاصة ذلك التعبير الذي يكون بينك وبين الكون من حولك..
ذلك التعبير الذي لا يشترط وجود "الناس" من حولك بل يكفي وجودك أنت.

البكاء يعني رقة وقوة في حياة ذلك القلب بينما عدم البكاء يدل على قسوة القلب وقلة الصلة بين الرجل/الفتاة والقلب. لا تعني أبداً قسوة القلب أنك رجل بل تبعدك تلك القسوة عن ذلك التوازن.

تعلمت ذلك الدرس مراراً وتكراراً في العديد من المواقف التي واجهتني في حياتي وهو أنه حين أبكي أشعر بالراحة والتوازن الداخلي مقارنة بالشكوى والتحدث لأحدهم.

إذاً، هل من الجيد البكاء؟ نعم وبكامل طاقتك ولكن، متى تحتاج أن تبكي؟

ليس هناك وقتاً محدداً للبكاء ويكذب دائماً من يخبرك بذلك. في كل مرة تشعر بأنك تريد البكاء قم بذلك وأخرج تلك الطاقة الكامنة والتعبير الخاص بك ولا تنتظر الإشارة من أحد، فهذا أنت وتلك الطاقة التي تعبر عنك تحتاج أن تخرج!

خالد، هل بكيت من قبل؟
بكيت كثيراً في عدة مواقف مثل السفر بعيداً عن العائلة، ارتكاب الذنوب..إلخ ولم أشعر قط بالندم بل أشعر دائماً بمساحة كبيرة في داخلي كانت توقفت عن الحياة وبعد البكاء تعود من جديد للتنفس.

كذلك الأمر بالنسبة للضحك غير أنه يحتاج في بعض الأحيان إلى بعض السيطرة كي لا يقلل من شأنك ولاحظ أنني أخبرك هنا أن الضحك مثل البكاء في أنه طاقة تحتاج للتعبير عنها وإخراجها بكامل قوتك.

أضحك كثيراً ولا أكترث لأحد، لكنني لاحظت بعض المواقف إذا ضحكت فيها فقدت سيطرتك وخسرت الكثير.

صورتك أمام نفسك أهم من الضحك وهذا لا يعني أن تتوقف عن الضحك عندما يدعوك أمر ما إلى ذلك ولكن لتكن واعياً متيقظاً لما تضحك من أجله.

كما ترى فأنا أخبرك دائماً أن تكون مسيطراً دائماً على حواسك وهذا دليل على سيطرتك على نفسك. لكن إذا لم  تستطع القيام بتلك السيطرة في المواقف التي ينبغي أن تصمت بها فهذا يعني أنك لم تكتمل بعد.

ما أريدك أن تعرفه هو:
قم بكل ما تريد القيام به مع كامل تحكمك وسيطرتك بما تفعل.

اضحك، ابكِ، خاطر، العب ولكن كما تريد أنت وليس كما يريد الضحك أو البكاء، فمثلاً سأذكر لك هنا بعض المواقف التي ينبغي أن لا تضحك فيها:
  1. الضحك على عيوب الآخرين (حتى لو كان الأمر مزاحاً)
  2. عندما يكون الأمر جاداً.

ستلاحظ دائماً أن أكثر المواقف التي تكوّن ذكرياتك (الماضي الخاص بك) هي المواقف التي ضحك فيها قلبك أو بكى. لأن تلك المواقف دخلت إليك بعمق كبير لتنشئ تلك الطاقة التعبيرية كردة فعل قوي ومناسب لقوة تأثير الموقف بداخلك.

لذا ليس هناك إشارة أو شخص ما يخبرك متى تضحك أو متى تبكي، لأننا لا نرى جميعاً الأمور بنفس العين ولا تؤثر فينا بنفس العمق، فهناك من يمتلك العين لمجرد وجودها وهناك من يمتلك العين لينظر ويلاحظ.

بالنسبة لشخص مثلي إذا اشتريت بيتزا كبيرة فأنا أفرح كثيراً لدرجة الابتسام والضحك، نعم فأنا أستمتع بكافة الأمور الجيدة البسيط منها والكبير وأعبر عن كل ما أشعر به بقوة. أرى نظرات الاستغراب في بعض الأحيان في وجوه من يعرفني حديثاً ولكن لا أكترث فهذا أنا بيني وبين نفسي.

تأكد دائماً أن الناس تحب الشخص كثير الابتسام والضحك والفرح ويفضلون البقاء بجانبه لأنه مصدر متجدد من الطاقات المتفجرة ويعطي الأمل والتفاؤل لكل من حوله. (لا أخبرك بأنني جيد بل أنا أسوأ شخص قد تعرفه في حياتك وإذا رأيت ما يعجبك فهذا من الله وليس أنا)

أما البكاء بالنسبة لي فأفضل عدم الحديث عنه، وأفضل ابقاءه سراً بيني وبين نفسي.


إذاً.. متى تبكي؟ متى تضحك؟ عندما تشعر بأنك تريد ذلك..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-