هل تصلح أن تكون مدوناً؟!

هل تصلح أن تكون مدوناً؟!

"خالد، هل تعيش من خلال التدوين؟ هل تنضج وتتأمل أثناء التدوين؟ .. كيف ذلك؟"

يظن الناس دائماً بمجرد إنشاء مدونة جديدة يمكنهم أن يكونوا ناجحين، ولهذا فالتدوين ليس الـBig Deal لأبدأ أصلاً.

"ما الذي تفعله لكتابة تدوينة جديدة؟ تضغط على زر "إنشاء تدوينة" وبعدها تقوم بالكتابة والضغط على زر "النشر"، وهكذا حصلت على تدوينة جديدة!!"

هذا ما يظنه الكثير، أن التدوين عبارة عن ذلك الإطار الذي ذكرته.. ولأثبت عكس ذلك قم بإحضار اللابتوب وصفحة الكتابة لهؤلاء الناس وستجد من يظن ذلك الظن بأنه يفتح فمه بنظرة انقطاع وسكوت دون كتابة شيء!

 "أن تكون مدوناً يعني أن تكون أنت!" - خالد نور الدين

ذكرت ذلك سابقاً وكثيراً وهي تعني أن تكتب بصوتك أنت لا بشيء آخر. لكل منا أسلوبه الخاص في التحدث وسرد المواضيع والمواقف، الفرق بين الشخص العادي والمدون هي قدرة المدون على التعبير وإخراج ما بداخله بالشكل الذي يلائمه وبالشكل الذي يحبه الجميع منه.

لكي تكون مدوناً ينبغي أن تكون قادراً على التعبير بصدق عن ما بداخلك، عن ما تود إخراجه للجميع. في بداية الأمر قد يصعب ذلك قليلاً.. فكرة التعبير بصدق، ليس لأنك لا تجيد التعبير أو لست صادقاً بل لأنك لم تعتد على إخراج ما بداخلك بكامل طاقتك طبقاً للظروف والمواقف التي تحيط بك.

هناك بعض الإلتزامات أثناء تحدثك للأشخاص من حولك، فأنت تشعر ببعض القيود ولهذا من الصعب إخراج ما لديك مباشرة بمجرد البدء في الكتابة أو التدوين. لم تعتد على خروج عالمك الداخلي للخارج ليراه الجميع (أنت أولهم!) وترى كم أن ذلك العالم الخاص بك جميل.

أعلم أن بعض كلماتي هنا قد لا تصل للبعض، ولكن المدوّن يعلم جيداً ما أقوله فهناك لذة ومتعة خاصة مشتركة بيننا نحن المدونين لا يشعر بها إلا من بدأ في التدوين.

ما تحتاجه لتصبح مدوناً ناجحاً في أي مجال

لكي تصبح "مدوناً" ناجحاً تحتاج لشيء بسيط جداً، ذلك الشيء حصلت عليه من قراءتي للعديد من المدونات العربية وغير العربية.

لا يتعلق الأمر بطريقة الكتابة
لا يتعلق الأمر بالموهبة أو قدرتك على الكتابة
لا يتعلق الأمر بعدد الزوار أو المشاركات لتدويناتك..

يتعلق الأمر بقدرتك على كتابة المزيد والمزيد في كل وقت! وذلك لعدة أسباب قد لاحظتها:
1- تعرف الزائر عليك
2- سهولة إيجاد مدونتك حين يتم البحث عن مجال أنت الرائد فيه
3- حصولك على روحك الخاصة بالكتابة

كتابة المزيد ليست بالشكل العشوائي وإنما بمواعيد محددة يمكنك تحديدها أنت بالشكل الذي يناسبك. كتابة المزيد تعني الاستمرارية فيما تفعل فكل يوم هناك مدونة جديدة تولد على الإنترنت وهناك مدونة تموت.

الاستمرارية مفتاح المدون الناجح يحصل به على ما يريد من التدوين سواءً كان ذلك أسلوب الكتابة - الزوار - المال - المبيعات - نضج الشخصية وما إلى ذلك فهناك العديد من النتائج التي يحصل عليها المدون الناجح.

"تريد أن تخبرني بأن المدون الناجح يحصل على كل هذا؟ كيف؟!"

عندما أقوم بكتابة تدوينة جديدة فإنني أكون على يقين بموضوع تلك التدوينة، لكنني لا أعرف ما سأكتب فبمجرد الشروع في الكتابة أقوم بإخراج وكتابة كل ما أراه بداخلي. وفي بعض الأحيان لا أفكر بالموضوع أصلاً!

كأن هناك من يخبرك بما تكتب ولكن هذا الشيء ليس أحداً آخر بل هذا أنت! لتصل إلى مرحلة كتلك التي أخبرك بها يجب أن تكسر أولاً الحواجز التي تمنعك من سماع أو النظر إلى ما يخبرك به داخلك.

أن تكون على وفاق جيد بينك (داخلياً وخارجياً) وبين حروف الكتابة فأنت تحتاج إلى كتابة المزيد من التدوينات.

هل تصلح أن تكون مدوناً؟

لأجيبك عن هذا السؤال، يجب أن تجيب أولاً عن:
هل أنت مستعد للتعبير وإخراج ما بداخلك دون خوف أو خجل؟
هل أنت مستعد لتخصيص الوقت والجهد لذلك؟

إذا أجبت بالإيجاب فأنت تصلح أن تكون مدوناً ناجحاً دون تردد!

أما إن كانت هناك "لا" فأنت تحتاج لبعض الوقت لتعديل وضعك حتى تجيب بنعم مرة أخرى. قبل الإجابة فكر جيداً لا تندفع، لا أسألك عن نوع الوجبة التالية التي سنأكلها بل أسألك عن شيء يغير حياتك.

هل تصلح أن تكون مدوناً؟

هو سؤال يمكنك أن تجد إجابته سريعاً بمجرد إنهائك للتدوينة أيضاً!


أراك في تدوينة أخرى..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-