مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت يسرق طاقتك الداخلية

مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت يسرق طاقتك الداخلية

كيف يمكنك التركيز والنمو؟ الإجابة هي بالتركيز جيداً على الهدف الذي تود الوصول إليه وكيف تركز على هدفك باهتمامك بالآخرين؟ هذا ما سأشرحه هنا..

كلمة "تواصل اجتماعي" تعني التواصل مع من حولك فهي كلمة جيدة في معناها اللغوي حيث إنك تحتاج للتواصل دائماً مع أصدقائك وأقاربك.. صلة الأرحام بشكل عام من المهام التي يجب أن تكترث بها.

أحب تحديد أوقات لصلة الأرحام إن كان ذلك هاتفياً أو زيارة لهم كل ذلك من أشكال التواصل الاجتماعي. لكن بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي سهلت تلك الأمور، بل يمكنك أيضاً معرفة آخر الأخبار عن أصدقائك والعائلة دون المحادثة.

لكن، يسوء الأمر حين تمتلكك تلك المواقع وتجعلك تستخدمها لأغراض غير التواصل الاجتماعي. حين تفتح مواقع التواصل الاجتماعي طوال يومك فتلك لم تصبح للتواصل بل "لأكل أوقاتك المهمة التي يمكنك فيها أن تحصل على أشياء أخرى أكثر أهمية وإفادة لك".

سيأتي يوم عاجلاً أم آجلاً تسأل فيه نفسك عن ما مضى من عمرك، كيف قضيته هل حصلت على ما أردت دائماً؟

بعض الأشخاص وصل لمرحلة " الحياة تقتصر فقط على مواقع التواصل الاجتماعي"!
كيف تصل لذلك المعنى؟ اسأل نفسك على ماذا اقتصر يومك؟ كم عدد الوقت الذي قضيته على مواقع التواصل الاجتماعي؟ كم إعجاباً انتظرته على صورة لك أو منشور خاص بك على فيس بوك أو تويتر أو حتى انستجرام؟

هل يتم هكذا تقييم شخصك؟ بعدد الإعجابات أو التعليقات؟

عندما يكون الوقت المنقضي على تلك المواقع أو غيرها كبيراً وينافس بعض أوقاتك الأخرى كالعمل في مشروعك الخاص، تنمية مهارة قوية لديك أو حتى التأمل فاعلم أنك في خطر.

الاستخدام الصحيح للتواصل الاجتماعي يكون من يوم لآخر، من أسبوع لآخر خاصة الفيس بوك أو تويتر لأن تلك المواقع يمكنك إضاعة الكثير من الوقت فيها في متابعة جديد الأصدقاء واليوميات الخاصة بهم أو بالصفحات الأخرى.

استخدم برامج التواصل الاجتماعي التي تكون مخصصة للرسائل فقط كالواتساب مثلاً فمثل تلك البرامج يمكنك الرد في أي وقت من اليوم والشخص المرسل كذلك دون الحاجة لإضاعة الوقت.

لا أقول أبداً بعدم متابعة اليوميات على الفيس بوك لكن ليكن لك وقت أنت تحدده في الأسبوع لرؤية الإشعارات الخاصة. بالنسبة لي أفضّل غلق الإشعارات دائماً حتى لا أشغل بها، فلي وقت محدد أجلس وأتابع اليوميات.

عدد التعليقات أو الإعجابات لا تعني شيئاً!
لا يعني أن هناك شخص له عدد من الإعجابات الكثيرة أنه شخص سيء أو جيد. ولا أحتاج لأن أضع الأمثلة هنا كل له حساب على تلك المواقع ويعلم ذلك جيداً.

لكن المشكلة تكمن في اعتقادك داخلياً بشيء كهذا مما يجعلك قليل الثقة بالنفس تنتظر رأي الآخرين و"عددهم" ليكون كل شيء جيداً بالنسبة لك.

التواصل الاجتماعي يسحب طاقاتك الكامنة

هناك شيء مشترك بين الأشخاص الذين يتواجدون كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي. انظر لحالهم بعد القيام مباشرة من أمام التواصل الاجتماعي ستجد كيف أن عقلهم منهمك جداً ولا يدري ماذا يفعل أو فيم يفكر.

تكون تائهاً وتشعر بأن طاقتك قد نفذت وتجد نفسك ثقيلاً للقيام ببعض الأعمال. لذلك تفضل الاستراحة وتأجيل الأعمال لوقت آخر.

التواصل الاجتماعي على الانترنت يجعلك ضعيفاً في التواصل الاجتماعي مع الناس من حولك لأنك تتأقلم على التواصل من خلف الشاشة وتندمج كثيراً بذلك لأنك تفضل أن تتواصل على الإنترنت لسهولة وسرعة الأمر.

وتأخذ وقتك حين تقوم بالرد والتواصل بشكل عام، أما في الطبيعة وبين الناس بشكل تلقائي وبسرعة لذلك تحصل على عقل مشوش غير قادر على سرعة رد الفعل أثناء الأحاديث أو المواقف المختلفة.

وبالتالي أيضاً يؤدي ذلك إلى ضعف الشخصية وضعف الصوت الخارج منك لأنك لست متأكداً وواثقاً مما تقول. وذلك يجعلك فريسة سهلة لمن يريدك!

أخرج نفسك من ذلك الصندوق المغلق وابدأ تدريجياً بالابتعاد عن التواصل الاجتماعي. يمكنك البدء بالابتعاد لمدة أسبوع وستشعر بفرق كبير جداً حين ترى حياتك بدون مواقع التواصل الاجتماعي.

أغلق هاتفك الذكي واللاب توب الخاص بك، وإن كان لديك أعمالك الخاصة يمكنك أخذ إجازة تلك الفترة، وقم بالخروج من منزلك واذهب حيث تريد وارجع ونم واستيقظ مبكراً. 

لا أريد أن أقول لك النتائج لكن يمكنك أن تعرفها أنت من خلال أسبوع واحد. 
أسبوع واحد فقط ابتعد فيه عن التواصل الاجتماعي وستعرف الفرق ومن ثم ستبحث عن الطريق لتقليل الجلوس أمام تلك المواقع بشكل مستمر. 

لا أقول لك ابدأ في ترتيب وقتك بل بشكل تلقائي عند انتهاء الأسبوع ستقوم أنت بذلك. لأنه في تلك الحالة لم يخبرك أحد بالفائدة الخاصة التي تحصل عليها من عدم الجلوس كثيراً أمام مواقع التواصل الاجتماعي بل أنت بنفسك رأيت ذلك دون تدخل أحد.

قم بممارسة الرياضة وتناول الطعام الجيد في تلك الفترة واستمتع بلحظات حياتك بحضورك. وما أعنيه بحضورك أن تستشعر كامل اللحظة وأنت فيها لأنه عند استخدامك للتواصل الاجتماعي يقل تركيزك ويقل شعورك بما يدور حولك.

تذكر دائماً أن مواقع أو برامج التواصل الاجتماعي هي وسيلة للتواصل فقط ولا تضيع المزيد من الوقت في الجلوس لفترات طويلة لا تعلم فيها شيئاً غير أنك تحرك أصابعك لجديد اليوميات.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-