كيف تجعل الأوقات الرائعة تدوم طويلاً؟

كيف تجعل الأوقات الجميلة تدوم طويلاً؟

ماذا لو أخبرتك بأنك تستطيع جعل أوقاتك الجميلة تدوم طويلاً حتى تشعر بذلك؟

دعني أحدثك عن أصعب الفترات التي مررت بها في حياتي وهي دخولي فترة الإعداد العسكري في وقت التجنيد. حيث القاعدة الأساسية هنا هي تحويلك من رجل مدني (ملكي) إلى رجل عسكري. وحياة الرجل العسكري تتميز بشدتها وقساوتها وقد تكون لدى البعض جحيم الدنيا لأنها تحتاج إلى كثير من الانضباط الشديد ومعرفة الرجل للتأقلم على أصعب الظروف بأقل امكانيات.

لذا، تكون الإجازة بمثابة الجنة لدى الرجل العسكري (في البداية فقط حتى يعتاد على ذلك)، ولكن تلك الإجازة تنتهي سريعاً كما يدعي البعض، ما جعلني أقوم بالكتابة هو أنني كنت أستمتع بكامل قوتي في الإجازة وأكون سعيداً أثناء انتهائها بينما يحدثني الكثير عن أن إجازته انتهت سريعاً دون أن يشعر بها والآن سيبدأ ذلك الجحيم من جديد.

كنت ألاحظ تلك المشكلة أيضاً أثناء الدراسة وأثناء العمل، أن الناس من حولي تتحدث عن انتهاء العطلة سريعاً دون أن يشعروا بها والكثير الكثير من الأوقات الأخرى: كالتواجد مع شخص تحبه، أو في مكان تحبه.. قد تشعر بأن الأوقات الجميلة تنقضي سريعاً دون أن تشعر بها.

ماذا تفعل؟ كيف تجعل الأوقات التي تحبها وتستمتع بها تدوم طويلاً؟

أستمتع جيداً بأوقاتي ولا أشعر أبداً بأن الوقت انتهى قبل أن آخذ كافة حصتي ووقتي من الاستمتاع والشعور بذلك الوقت. أضحك وأبتسم كثيراً وأشعر بأنني مرتفع ومزاجي جيد أثناء الأوقات الجميلة حتى أقول في نفسي (هذا جيد ويكفي) وأكمل بقية أوقاتي بمزاج جيد مستمتعاً بذلك الوقت الذي انقضى وأتذكر الأشياء الجيدة الممتعة فيه.

كيف تصل إلى ذلك؟ ماوجدته يجعلني أستمتع بذلك الوقت بكامل القوة:


"أنا موجود هنا والآن"

فكرة الحضور التام في هذا الوقت وهذا المكان تجعلك موجوداً بكامل قوتك تستمتع بذلك الوقت وتشعر بأنه لا ينتهي.

لا تفكر في أي شيء آخر سوى أنك هنا تتفاعل مع ما يحدث دون القلق من أن ينقضي الوقت أو من أي شيء قبل أو بعد تلك اللحظة مهما كانت، فقط أنت هنا مجرداً من كل فكر آخر.

حينما أحصل على إجازتي فإنني لا أتحدث نهائياً عن عملي أو حياتي العسكرية أو الدراسية أو الوظيفية.. إلخ، فقط أتناول البيتزا وعصير الأناناس أو الفراولة.

أجلس مع أهلي وأصدقائي، أدوّن، أقرأ الكتب، أتأمل، أشاهد الأفلام.. إلخ.

ماذا لاحظت فيما أفعل؟ نعم، أقوم بكل ما أحب فقط وأفصل نفسي عن أي شيء آخر.

بالطبع ستأتيك بعض الأفكار ولكن الخدعة هنا أن تتخلص منها سريعاً بتفكيرك واهتمامك بما تفعل. اجعل عقلك فارغاً تماماً مهيئاً فقط للعطلة وفعل ما تحب.

اذهب للشاطئ واقض يوماً برفقة الأصدقاء واشرب العصائر الطازجة، ارح بالك، هذا كل ما عليك فعله. لذلك سميت بالأوقات الجميلة لتكن أوقاتاً جميلة بداخلك وخارجك وليس خارجك فقط، ليكن كامل كيانك في إجازة من كل شيء.

إذا قام أحد من زملاء العمل بالتحدث معي عن العمل أخبره بأن يؤجل ذلك لوقت العمل، حتى تنتهي إجازتي.

إذا كانت لحظتي الجيدة في دخولي إحدى مطاعم الوجبات السريعة اجعلها له، إذا كانت لحظتك الجيدة برفقة أحد تحبه اجعلها له، إذا كانت لحظتك الجيدة أثناء دخولك لصالة الجيم اجعلها له.

واعلم تماماً أن ذلك الوقت الكبير (إذا كان صغيراً سيصبح كبيراً بعد الآن) سيجعلك قوياً لكل ما سيأتيك، سيجعلك قادراً على التعايش والتعامل مع كل سيء سيأتيك، ولهذا حين أكون في طريق عودتي لحياتي العسكرية أو العمل أو الدراسة فإن كل من حولي يسألني عن سبب المزاج الجيد الذي يملأني وأجيبهم دائماً بأنني قضيت وقتاً سعيداً فقط!

بالطبع، تلك الإجابة قد تكون بسيطة للأشخاص الذين لا يعيشون أوقاتهم بكامل طاقتهم، لن يشعر بتلك الكلمات البسيطة بكامل طاقتها إلا من يعلم جيداً ما تعينه.

لن تجعلك تلك الفكرة تستمتع بوقتك فقط، بل ستغير طريقتك في التعامل مع العمل أو الدراسة..إلخ بحث تصبح أفضل في أداء مهامك. المزاج الجيد يدفعك للقيام بكل ما هو جيد بعكس المزاج السيء المضطرب.

إذاً، ما تحصل عليه هنا هو نتيجتين وهما:
1- أنك تشعر بكامل أوقاتك الجميلة مما يجعل الأوقات الجميلة تدوم طويلاً.
2- استكمال باقي أوقاتك العملية بشكل أفضل مما يحسن أسلوب حياتك بشكل عام.

اشرب عصير الأناناس الطازج، أراك في تدوينة جديدة..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-