أهلا بك في الثور الهائج، المكان الذي وجدت فيه نفسي ووجد الكثير من الأصدقاء حول العالم فيه أنفسهم، وحلقوا بعدما غرقوا في بحار اليأس والحزن على ما ظنوا أنه ضاع منهم.
اليوم هو يوم جيد كما هي باقي الأيام بالنسبة لي، حيث قمت بإضافة بعض العادات اليومية الجديدة للسنة القادمة، فالسنوات تنقضي وتتغير الفصول، يكبر الصغير ويصبح الضعيف قوياً، في المدونة القادمة سأكتب تلك العادات الجديدة. أنا سعيد بإضافتها لأنني رأيت كيف أنني انتقلت لمرحلة جديدة من الإدراك، والقوة لأواجه السنة الجديدة.
الحمد والشكر لله دائماً وأبداً حمداً يليق به وشكراً لا ينتهي على كل شيء. توقفت عن الكلام هنا لحظات بعد كلمة "على" لأفكر بما سأكتبه ليراه الجميع ليس بعينه المجردة بل بعين قلبه إلا أنني رأيت الكثير والكثير من النعم في أجزاء من الثانية فكتبت "كل شيء".
انظر لنفسك دائما على أنك كبير حيث يجتمع فيك نتائج المواقف السابقة والسعة لاستيعاب الجميع والقدرة على الوصول لما تريد دائماً.
أتعلم شيئاً؟ بينما يخوض العالم في مفاهيم كبيرة يحاول كل مجتمع منهم إظهار المعرفة الكبيرة بكل شيء وتقوم كل مجموعة بوضع رئيس لهم "الكبير" الذي يدير كل شيء ويبدي له الجميع احترامهم وتقديرهم.
هناك مجتمع يخطئ في اختيار من يحكمه وقلة من يحسنون الاختيار، ومهما كان جيداً فالجميع لن يتوافق معه في كافة الأمور والقرارات.
أنت هنا الكبير الذي تدير شؤون كل شيء هل تسمعني؟ أنت الكبير الذي يدير شؤون كل شيء!
تعرف أنك كبرت ببعض الملاحظات التي تجدها تظهر عليك مع مرور الوقت مع النفس، مع الناس، ومع الطبيعة من حولك:
1- تفضّل الجلوس كثيراً مع النفس، مع الله والقليل من الوقت مع الناس.
2- لا تشعر بالغضب أو الحزن كثيراً إلا على الأشياء التي لها معنى ولا تمكث فيهم كثيراً كرحيل أقرب الناس إليك.
3- المزيد من السلام الداخلي والسعادة والتنفس.
4- إدراك أن السعادة لا تتوقف على شخص أو شيء ما فالسعادة حولك في الطبيعة، في الجمادات، وفي نفسك.
5- محبة الآخرين وزوال الكره لهم سريعاً والمسامحة وعدم إهدار الوقت والطاقات الداخلية في تلك الأمور. لذلك حين تكون مع مجموعة من الثيران وتسمع أحد الناس يقول هذا الشخص يكره هذا أو هذه تسمع الثور يقول يا لها من مضيعة للوقت.
6- الاستيعاب الكامل لكل شيء حولك سواء كان صحيحاً أو خاطئاً مع إصلاح الأخطاء بطرق صحيحة وحكيمة.
7- اتخاذ القرارات الصائبة بنسبة أكبر كالذئاب الجائعة التي تختار فرائسها دون التراجع إذا كانت الفريسة صعبة، قلة الندم، .والرضا الدائم.
8- إعطاء الاحترام لمن يستحقه دائماً بداية من النفس وانتهاءً بكل شيء حتى الجمادات.
ولي هنا قصة سمعتها من أحد المشايخ يقول فيها حين كنت صغيراً أخبره شيخه بشيء يغضبه فقام الصغير من عند شيخه وغلق الباب بشدة فغضب الشيخ منه وقال له أن كل شيء يسبح بحمد الله ومن واجبك احترام كل من يسبح بحمده. فكل شيء من صنع الواحد الأحد ولذلك محبة واحتراماً للخالق ينبغي أن تحترم ما خلقه.
9- قلة التواجد على برامج التواصل الاجتماعي والتخلص من العادات السلبية الأخرى كالتدخين، السمنة، المخدرات، والعادة السرية.
فكل من تلك العادات يجب عمل وقفات لها لتتخلص من ذلك السجن الذي تضع نفسك فيه.
10- قلة الثرثرة وزيادة العمل والجهد وعدم الرد أو التحدث في الأمور التافهة التي لا معنى لها.
لا شيء يبقى على حاله فالطعام حين يمكث لوقت كبير في مكان ما دون أن يتناوله أحد يتعفن ويصبح لا قيمة له، كذلك الإنسان إن لم ينضج ويتحرك سيتعفن ويموت في مكانه وهو يظن أنه على قيد الحياة..