كيف تصبح شخصاً آخراً؟

كيف تصبح شخصاً آخراً؟

كلنا لدينا تلك الصور في مخيلتنا التي تحتوي شخصاً نعرفه إن كان صديقاً، شخصية مشهورة أو بطل لفيلم تريد أن تكون مكانه، يعجبك جانب من شخصيته تراه كثيراً يلفت نظرك إليه.


لكن لماذا؟ لماذا أنسى هويتي أو كل ما أمتلكه لأصبح أحداً آخر؟

لو نظرت بعمق بداخلك ستجد أنك كل شئ تريد! نعم أنت كذلك و لكنك لا تعلم بسبب أنك ملهيّ بما يحصل خلال يومك، أنت قليل التفكّر و التأمل.

أتعلم سرّاً؟ أنت من تختار طريقك! كيفية ظهورك واختفائك، صورتك في أذهان من حولك أنت من تصنعها، إن كنت ترى نفسك تائهاً، غبيّاً أو حتى جاهلاً فأنت لست كذلك ولتعلم أنه لن يستطيع أحد إخبارك بذلك إلا من يقرؤك بعمق، و من سيفعل غيرك أنت؟

أنت مميز بشكل ما، بشكل لا يشبهك أحد في العالم أجمع مهما كنت أو رأيت نفسك، و هل أنت حقاً تراها؟ لو رأيت نفسك لما بحثت عن شخص آخر لتكون أنت.

البعض ينتظر إشارة ما لينظر ويكتشف نفسه، أتعلم ماذا ؟ تلك هي الإشارة المنتظرة أنك تقرأ هذا الموضوع!، ابتعد عن ما يؤثر به الجميع عليك، كن أنت ولا تكترث بما يحصل حولك في المجتمع، فالمجتمع فاسد إلا من رحم ربي!

لو وقفت مع البعض ورأيتهم يشربون بعض البيرة، لا تفعل لست منهم! لك طريقك الخاص و أنت تريد هذا، لا تريد أن تظل مكانك و يوجد من يتخطاك بل سر مع التيار، اصنع مبادئك و قيمك و قف عليها واسلك طريقك دون الالتفات لما سيلهيك عن تكملته.

أنت كما أنت، اختر قراراتك بعناية أنت حرّ، لست عبداً لما يمليه عليك المجتمع لست من النوع الذي يساق بالعصا ولا من النوع الذي ينتظر أوامر البعض للإقدام على خطوة، خلقك الله بعقل لتفكر في كل لحظة وقرار وموقف.

يقول مولانا جلال الدين الرومي:
" لا تكن راضياً عن القصص، و كيف سارت الأمور مع الآخرين .. اكتشف أنت أسطورتك الخاصة "

فعش حياتك ..انظر بعينك ،اسمع بأذنك ،فكر بعقلك لا بعيون أو آذان أو عقل غيرك. لا تعش و تمُت مثل غيرك..

مثل عامة الناس ليس هذا ما خلقت لأجله اكتشف حياتك و غامر و جازف و لا تكن شخصاً غيرك بل كن أنت، قد نستعين ببعضهم و لكن لا يأخذون مكانك منك.

كن أنت ولا تكن شخصاً أخراً!
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-