كيف تستيقظ من نومك؟ ما الأفكار التي تخبط عقلك أولاً أهي كيف سيكون الإفطار؟ ما الجديد على الفيسبوك؟ أم عقلٌ فارغ من التفكير ينتظر أن ترسم له الحياة الطريق الذي يجب أن يمشي عليه؟
صدقني، ٱجابتك عن هذا السؤال تكفي لتحديد ما الذي ستصنعه في الأيام المقبلة من عمرك! نعم، فأنا حين أقوم بالتفكير بشيء أريد تحقيقه أو الوصول إليه أفكر به كل صباح عند استيقاظي مباشرة لتحقيقه. وقد أثبتت لي الأيام كيف أن تلك القاعدة تعمل وتوصلني دون الحاجة للانتظار طويلاً.
فأنا من الأشخاص الذين لا يحبون الانتظار كثيراً وأؤمن أنك كذلك. إن التعايش مع الحلم كثيراً في النوم يوصلك لذلك في اليقظة وما يحصل هنا أن الحلم يكسر حاجز كلمة "مستحيل" فيصدق ذلك عقلك وروحك ونفسك وكل شيء ينتمي لك. حينها فقط تحقق المستحيل وتمحى بعدها كلمة مستحيل من هالتك حتى تصبح الرب في ذلك الأمر وهو "تحقيق الأحلام".
يتلاشى الاستغراب تماماً في تلك المرحلة وتبدأ بتصديق أنك قادر على كل شيء. يمكنك إخباري هنا والآن أنك قادر على كل شيء نعم بكل سهولة يمكنك ذلك، لكن أتعلم أمراً؟ أنني لن أصدقك مادمت لم أرى ذلك لأنني أعرف جيداٌ ما تعنيه تلك الكلمات ولأن هناك شيء آخر.
هناك شيء آخر قد لا تبصره وهو أنك تقول الكلمات بلسانك فقط. فتحقيق كل شيء يجب أن يقوله قلبك. يجب أن تخرج تلك الكلمات من أعماقك السحيقة حتى تصل لعينك فالعين منظار لداخل صاحبها. هناك بريق خاص في عيون من يقولون تلك الكلمات. هناك بريق خاص يظهر في عيون الذين يحققون المستحيل لذلك حين يخبرك أحدهم بأنه يستطيع تحقيق الأحلام انظر في عينه وستعرف كل شيء.
إن محقق الأحلام لا ينام، فحتى في نومه يقوم بالسير نحو الحلم وتظهر له العديد من الأفكار والطرق المختصرة لتحقيق هذا الحلم فيستيقظ مستمراً في السير مطبقاً لما تعلمه في حلمه لا يكترث بالالتفات كثيراٌ لأنه سعيد بما يقوم به. سعيد لأنه يقوم بتحقيق الحلم ويحققه ثم يتوسع الحلم ويكبر فينطلق في رحلة جديدة أكبر من التي قبلها.
أقول الحياة قصيرة كبيرة، قصيرة لعدم وجود الوقت لتضييعه فقد تنتهي في لحظة دون مقدمات، وكبيرة لأن الرحلة لا تتوقف ولأنك في كل يوم تستيقظ من جديد وتبدأ حياة جديدة وطريق جديد يوصلك لمدارك ومفاهيم وأماكن بعيدة جداً لا يستطيع أحد أن يراك فيها فبصر الناس ضعيف جداً للوصولك لتلك المسافات.
إذاً لتستيقظ وتبدأ حياة جديدة هناك سؤال ينبغي أن تجيب عليه وهو:ما الذي تريده بقوة؟
بهذا السؤال تحصل على حياة جديدة لأنك بإجابتك عنه يتضح الهدف الذي ترمي إليه ومن أجله تعيش هذا اليوم الجديد. ليس من أجل أنني استيقظت بل لأنني لدي ما أريد الإجابة عنه.
ينقص شيء واحد آخر وهو أن تُعلم باقي جيشك بالذي تريد وبقولي الجيش هنا أقصد كيانك لا أشخاص آخرين ولعمل ذلك يجب أن تلتزم بالصراخ حتى يستمع جيشك جيداً لأن كل جزء ينتمي لك يفكر في شيء آخر فالمعدة مثلاً تفكر في الوجبة اللذيذة التالية، والعين تنظر في كل شيء ولأي شيء، واليدين تريد الإمساك الهاتف المحمول لفتح مواقع التواصل الاجتماعي.
لذلك أنت بحاجة لتوحيد صفوف جيشك ومن هنا تحتاج الصراخ بإجاباتك عالياً حتى يستمع البعيد والقريب. أنت قائد الجيش والآمر الناهي أرأيت جيشاً من قبل ينتصر في حرب ما وكل جندي يفعل أشياءً لا تخص الحرب؟! لذلك يجب أن يعلم الجيش أن له قائد يأمر ويوجه للحصول على المراد.
ما الذي تريده بقوة؟
إجابتك عن سؤال كهذا تعني الكثير جداً بالنسبة لك، حيث أن الإجابة ستعطيك الدافع للاستيقاظ وبدء حياتك الجديدة. لأنه ببساطة لا يمكنك السير نحو مكان لا تعرفه.
لا يمكنك السير وأنت لا تعلم ما الذي تريد الوصول إليه وكذلك الأمر هنا. حين تنوي الذهاب لمكان ما بسيارتك تحدد الوجهة ومن ثم تبحث عن الطريق الذي ستتوجه إليه وتنظر في عقبات هذا الطريق ثم تبدأ رحلتك.
"ما الذي تريد؟" هو سؤال يحمل إجابته كل شخص، وكلهم يختلفون عن بعضهم. فكل منا يريد شيء بل أشياء لكن هناك فارق كبير بين "شيء تريده" و "شيء تريده بقوة" لأن الشيء الذي تريده يمكن أن يكون أشياء كمثلاً تريد شراء هاتف ذكي جديد وتريد ملابس جديدة فهذان الشيئان يمكنك الحصول عليهما الآن وقريباً لكن ما تريده بقوة لا يمكنه أن يكون أكثر من شيء، وإن حصل فإنك لا تحصل على كليهما لأنك لا يمكنك النظر إلى اليسار واليمين في آن واحد.
الشيء الذي تريده بقوة عندما تحصل عليه تشعر بسعادة كبيرة وفخر وعظمة شخصيتك أما الشيء الذي تريده نعم تشعر بسعادة مؤقتة.
لذلك هناك فرق ويجب أن تعلم ذلك أن هناك فرق كبير بين السؤالين ويأتي ضمن تلك الفروقات السعي لنيل ذلك الشيء. فالشيء الذي تريده بقوة تقوم بالقتال جيداً لتحصل عليه. تقوم بجهد كبير قد يكون لسنوات لأنه عظيم جداً ذلك الذي تريده بقوة.
ودعني أخبرك أمراً، إذا جاءك شخص آخر ليعطيك ذلك الشيء في لحظة والآن، سقط ذلك الشيء من "شيء تريده بقوة"!
الشيء الذي طالما حلمت به لا تدع أحداً يشاركك فيه أو يقدمه لك على طبق من ذهب ستكره تلك اللحظة كثيراً دون أن تشعر في وقتها لأن عظمة الشيء تزداد مع عظمة الجهد المبذول من أجل الحصول عليه.
أنت وحدك ولدت لوحدك، مشاكلك تحلها وحدك ولن يشعر بك أحد حتى وإن ظننت ذلك. ومن أجل هذا لا تعتمد على أحد في طريقك لا تحتاج للمساعدة. يمكنك وحدك الوقوف على قدميك والسير.
ندمت كثيراً من قبل كلما طلبت المساعدة من أحد ومع ذلك لا يمكنك لوم أحد لأنهم بشر والبشر ضعفاء حتى يوقنوا أنهم أقوى المخلوقات في الكون كله. وقلة هم من يعرفون حقيقة كتلك لأن تلك الحقيقة تحتاج لمغامرة قوية وعظيمة جداً بين خبايا الباطن لتظهر الحقيقة.
قم وقف على رجليك الذين خلقهم لك الله وتنفس وفكر وحين تُجب عن السؤال ابدأ بالاستيقاظ كل صباح لتبدأ حياة جديدة تجيب فيها عن سؤال جديد فتلك حياة جديدة تبدؤها من كل سؤال حتى تعرف الإجابات التي بها تعرف من أنت وماذا تريد وما هو الطريق الذي ستسير عليه لتلك الإجابات.
عندها وفقط عندها، ستشعر أنك حي وأنك بالفعل استيقظت من نوم كان لسنوات كبيرة من عمرك. والذي عليك فعله الآن عدم تضييع المزيد من الوقت في الندم والماضي بل يجب أن يضيع جهدك ووقتك في الاستمتاع بكل لحظة تعيشها الآن في كل ثانية عرفت فيها الإجابة .